A A A
محمود طاهر و مرتضي منصور

نجاح الأندية والرياضيين لا يرتبط بالنتائج وتحقيق البطولات والحفاظ علي الألقاب فقط. فهناك جانب آخر اجتماعي تواصلي مرتبط بالعلاقات والتفاعل مع الهيئات الأخري العالمية أو المحلية وخدمة المجتمع الدولي أو المحلي.. هذا معروف لدي الأندية العالمية والشهيرة. لكنه معدوم ومجهول في الوسط الرياضي المصري الذي يعتبر كل عضو فيه أنه الجزء الأساسي الأوحد وليموت غيره. لذلك تضخمت حساسية الانتماء الكروي في مصر ووصلت للدرجة الدموية وانعكست علي التصرفات الجماهيرية التي تحولت إلي حالة عنف ودموية في بعض الأحيان. اضافة اعلان

ما أقصده هو حالة التفاعل العالمي مع اللاجئين السوريين بعدما شاهدناه علي الطبيعة من غرق ومصرع الآلاف في مياه البحر المتوسط هربا من الموت المحقق علي الأراضي السورية. عائلات بالكامل من الضحايا ذهبوا برضاهم إلي الموت ظنا منهم أن إمكانية نجاتهم ولو بنسبة واحد في المئة أفضل من العيش وهم في بؤرة الموت المحقق ببيوتهم.

المهم أن الأندية في مختلف أنحاء العالم تفاعلت مع الأحداث الدموية للاجئين السوريين. وبدأت في رفع علم الدعم لهؤلاء الغلابة الذين فقدوا كل شيء في الحياة حتي الأمل فيها.

بينما أنديتنا وهيئاتنا الرياضية منغمسة في صراع وهمي اسمه بقاء الجونة أم هبوطها. وانتقل لاعب لا قيمة له إلي أحد أندية الأكابر. أو الاستغناء عن آخر وإعارته للنادي المنافس. أو استقالة رئيس نادي الصيد هروبا من مواجهة الجمعية العمومية القادمة!! نحن الرياضيين في مصر نعيش في وهم كبير اسمه المنافسة وتحقيق الألقاب وننسي الجانب الإنساني والأخلاقي الذي خلقنا من أجله.

وأظن والله أعلم أن إغاثة الملهوف والمكلوم والمظلوم والجائع والعريان.. لهي أفضل الألقاب ولها أكبر الثواب عند الله. وللأسف الشديد نحن نفكر في الدنيا بألقابها وبطولاتها ومكاسبها في الملاعب.. وتناسينا حق الله علينا من مساعدة ومعاونة أخيك المسلم الموحد بالله والذي اهتمت به دول أوروبا واستقبلته بالأحضان ولملمت جروحه.

ورفعت الأندية المختلفة شعار المساعدة للاجئين بأساليب عديدة مثلما فعل نادي روما الذي يلعب له محمد صلاح نجمنا المصري.. بينما أنديتنا المحترمة لم تبد أي اهتمام يذكر باللاجئين المساكين حتي ولو بالكلام فقط!!

الكلام موجه لاتحاد الكرة الذي لا يفكر للصالح العام.. وكلامي موجه لأندية الأهلي والزمالك وسموحة التي ستلعب في بطولتي أفريقيا للأندية الأبطال والكونفيدرالية. وكلامي موجه لرؤساء الأندية الثلاثة مرتضي وطاهر وفرج الله. هل إعلان شعار التضامن مع اللاجئين علي فانلات التدريب والتسخين قبيل المباراة القادمة يسبب مشكلة؟!

وهل ارتداء نفس الفانلات بنفس الشعار للمنتخب في مباراة قادمة.. فيه مشكلة؟!

الاتحاد الأفريقي لن يمنع ذلك. بل سيرحب بشدة.. لأن غوث الملهوف والمحتاج الذي يشاهده العالم الآن ليس سبة أو خطأ. وليس دعاية دينية ضد دين آخر. وليس تعصبا ضد دولة بل هو تصرف إنساني يهدئ من روع السوريين ويكسب تعاطف العالم كله معهم!!

عيب يا أنديتنا الكبيرة المحترمة. وعيب يا اتحاد الكرة لأنك كبير الأسرة الكروية وقدوة لكل الأشقاء. وعيب أن يحدث هذا من أندية عالمية كبيرة ومن غير المسلمين أو العرب بينما نحن نقف في آخر الطابور الذي يعبر عن تعاطفه مع الأشقاء السوريين!!

سيحسب لنا التاريخ أن أنديتنا لا تجيد فن التعامل ولا تقدر ظروف الأشقاء. ولا تنتمي لأسرة الرحماء الذين يعرفون معني الإنسانية.

سارعوا يا رؤساء الأندية الثلاثة واسبقوا اتحاد الكرة الذي هو في غيبوبة مستمرة.

نقلاً عن جريدة الجمهورية.