A A A
كرم كردي (5)

فى وسط هذا الجو المُظلم والأحداث المريرة التى تمر بها الكرة المصرية، وخاصة القرارات الأخيرة لاتحاد الكرة، كنت أجلس مع أصدقاء أحدهم حزين لأنه كان يرى فى نفسه أنه أحق بمنصب من المناصب الكروية الأربعة التى قصرها الاتحاد فى جلسته الأخيرة على الأجانب فقط. اضافة اعلان

وكان يجلس معنا أصدقاء آخرون، وإذا بواحد منهم يبتكر فكرة يعتقد أنها سوف تكمل مسيرة الاتحاد الكروية، ومن المؤكد سوف يوافق عليها المسؤولون عن هذا الملف الساخن، وهو أن ينشر الاتحاد إعلان عن وظائف شاغرة فى جميع المواقع الأجنبية، ويحدد فى هذا الإعلان الوظائف المطلوب شغلها، وأيضًا الشروط والمواصفات الواجب توافرها فى المتقدمين، وجلسنا نفكر فى ذلك واختلفنا هل نكتب الوظائف المطلوبة أولًا أم نكتب الشروط والمواصفات أولًا؟ وفى بداية النقاش اتفقنا على شىء واحد وهو أن يكون المتقدمون للوظائف أجانب، «هذا شرط أساسى ولا يمكن التنازل عنه»، وبعد ذلك بدأنا فى كتابة الوظائف المطلوبة، وهى كالتالى: «رئيس اتحاد الكرة المصرى- ولكن طبعًا أجنبى- أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة المصرى- وطبعًا أجانب- مدير تنفيذى لاتحاد الكرة المصرى- طبعًا أجنبى- مترجمون من جميع اللغات إلى جميع اللغات (طبعًا لأننا مش عارفين الجنسيات التى سوف تتقدم للوظائف)».

الحقيقة الفكرة لاقت استحسان الكثير من المهتمين بشؤون الكرة، خاصة أن الجميع غرضه هو الارتقاء ورفع مستوى الكرة المصرية. وكان من الطبيعى أن يتم أيضًا طلب مدربين للناشئين، ولكن البعض أوصى بالتروى والانتظار خوفًا من عدم وجود عملة أجنبية تكفى الجميع. أيضًا طلب الصديق أن نضع بعض الوظائف الإدارية التى خلت فى الاتحاد بعد الاستغناء عن بعض ذوى الخبرة مثل الأستاذ فوزى غانم، ولكن للأسف أجمع الجميع على أنه فى الوقت الحالى لا يوجد شبيه أو بديل للعملاق الحاج فوزى غانم، سواء كان أجنبيًا أو حتى مصريًا. وعلينا أن نبدأ فى تربية أجيال جديدة حتى يمكن أن نسد فراغ من تم الاستغناء عنهم، سواء لتصفية الحسابات أو لأسباب أخرى.

كل التوفيق للكرة المصرية فى طريقها الجديد، وهى تسير وفى مقدمتها كبشة من الأجانب. وأتمنى أن تتركوهم ليعملوا ولا تستعجلوا فى النتائج. أمام هذا الجيل من اللاعبين فترة حتى نستطيع استعادة البطولات