A A A
ياسر ايوب (1)

يستطيع الأمريكيون دائما تسويق وتلميع ما يريدونه جميلا ولامعا.. ويحاولون دائما وينجحون غالبا في بيع ما هو حق لهم أو حق غيرهم.. وكل من شاهد وتابع إريك آدامز عمدة نيويورك وهو يحتفل أمس الأول بإعلان الفيفا مدن وملاعب كأس العالم 2026.. سيعتقد أن نيويورك هي التي ستقوم باستضافة البطولة.. فقد قال إريك آدامز إن نيويورك لا تستطيع الانتظار حتى تستقبل العالم بعد أربع سنوات.. فأكبر حدث رياضى في العالم ستنتظره أكبر مدينة في العالم.. مدينة كانت وستبقى اختصارا للعالم كله وتضم مختلف الأجناس والألوان ويسكنها ويعيش فيها مشجعو وعشاق كرة القدم.. ولم يكتف إريك آدامز بمجرد الكلام.. إنما كانت هناك احتفالات الشوارع والميادين وأمام تمثال الحرية، وتمت إضاءة مبنى إمباير ستيت بألوان العلم الأمريكى.. وبالطبع يسهل تصديق هذا الكلام وسط كل هذا الصخب الملون والرقصات الاحتفالية، مع أن نيويورك ليست مدينة لعشاق كرة القدم.. وأنه لا أحد يمكنه الاقتناع بأن كأس العالم لكرة القدم يمكن أن يراه أمريكيون كثيرون أكبر حدث رياضى في العالم حتى إن كان كذلك بالفعل.. والجميل في الأمر أن مدينة نيويورك لن تستضيف أي مباراة من مباريات 2026.. إنما ستقام بعض مباريات هذا المونديال في استاد ميتليف في مجمع ميدولاندز الرياضى في روثرفورد بولاية نيوجيرسى ويبعد ثمانية كيلومترات غرب مدينة نيويورك.. ورغم ذلك قرر عمدة نيويورك أن العالم سيأتى وسيلعب في نيويورك.. ولا أستطيع أن أخفى إعجابى بإريك آدامز والميديا الأمريكية التي تبدأ كل صباح جديد بإعادة تشكيل العالم وفق هوى ومصالح أهلها دون أي اهتمام أو اعتبار لرؤى الآخرين وحقوقهم. اضافة اعلان

وهم يقومون بذلك بمنتهى الهدوء والحرفية والأناقة والإتقان.. وكان الفيفا قد أعلن أمس الأول عن 16 مدينة ستستضيف مباريات مونديال 2026 الذي سيصبح أول مونديال في تاريخ الكرة تستضيفه ثلاثة بلدان وتشارك فيه منتخبات 48 دولة.. 11 مدينة منها في الولايات المتحدة و3 في المكسيك و2 في كندا.. وكان جميلا ألا تختار الحكومة الأمريكية أو الاتحاد الأمريكى لكرة القدم مدن المونديال، إنما كان سباقا خاضته أكثر من مدينة عرضت ملاعبها واستعداداتها.. وخسرت هذا السباق مدن مثل واشنطن وأورلاندو ودنفر وناشفيل.. وفى كل الأحوال بدأ السيرك الكروى الأمريكى الذي سيدوم 4 سنوات.