A A A
ياسر أيوب

فى مدينة بوزنان التى هى خامس أكبر مدن بولندا وإحدى عواصمها التاريخية الأربع.. وفى بحيرة مالتانسكى التى اعتادت استضافة بطولات دولية للتجديف.. فاز البطل المصرى الباراليمبى أحمد نجيب، مساء أمس الأول، بالمركز الثامن فى بطولة كأس العالم للبارا كانوى التى شارك فيها مائة لاعب ولاعبة من عشرين دولة.. ولا يحتاج أى أحد لأن يعرف الكثير أو حتى القليل عن الكانوى وزوارقها وبطولاتها ليبدى مزيدا من الاعتزاز والاحترام لهذا الشاب المصرى وحكايته الاستثنائية.. فأحمد نجيب ليس مجرد لاعب تجديف أو كانوى.. لكنه مقاتل مصرى يرفض اليأس والاستسلام. اضافة اعلان

ففى 2016.. كان أحمد ضابطا فى سلاح المشاة بالجيش المصرى.. وأصبح أحد ضحايا الحادث الإرهابى والإجرامى فى كرم القواديس فى سيناء.. وفى هذا الحادث فقد أحمد ساقه وأرسلته وزارة الدفاع إلى إنجلترا للعلاج وتركيب ساق صناعية.. وهناك التقى أحمد بأحد أبطال الكانوى وعرف منه قواعد وتفاصيل هذه اللعبة وأحبها، وقرر أن يمارسها بعد عودته إلى مصر.. وشجعه كل من محمد السكرى، رئيس الاتحاد وقتها، وساعده على الزينى بطل مصر فى التجديف.. ولأن اللعبة كانت لاتزال جديدة فى مصر.. أرسل الاتحاد الدولى من باب التشجيع والمجاملة دعوة للاعب المصرى المبتدئ للمشاركة فى معسكر تدريبى لأبطال العالم أقيم فى المجر.. وفوجئ الجميع، مسؤولين ولاعبين، بمدى جدية وانضباط والتزام الضابط المصرى السابق أو اللاعب الجديد لدرجة اختياره فى النهاية كأفضل لاعب شارك فى هذا المعسكر.. وبعدها شارك أحمد فى بطولة العالم وكان من الطبيعى أن يحتل المركز السادس عشر فى لعبة لم يكن يعرفها قبل عامين من البطولة.

ولم ييأس أحمد ولم يتعب أو يستسلم.. ولم يتوقف الاتحاد المصرى للكانوى برئاسة عمر النورى عن رعاية أحمد والاهتمام به احتراما لحكايته بكل معانيها الرائعة.. وسافر إلى بولندا ومعه المدرب محمد جودة ضمن البعثة المصرية للمشاركة فى كأس العالم برئاسة خالد سمير نائب رئيس الاتحاد.. وأصبح أحمد فى بولندا أمس الأول هو ثامن العالم بعد أربع سنين فقط من ممارسة هذه اللعبة بانتظام.. فأحمد نجيب فقد ساقه لكنه لم يفقد روح المقاتل الذى لا يهزمه أى يأس أو انكسار.. ولهذا أصدقه حين قال إنه الآن ثامن العالم، لكنه سيسعى للمنافسة على ميدالية أوليمبية فى دورة باريس المقبلة.