A A A
مجلس  الأهلي

بعد هزيمة الأهلى الأولى أمام أورلاندو فى ذهاب نصف نهائى الكونفيدرالية.. كتبت هنا محاولاً لفت انتباه إدارة الأهلى إلى أن تلك الهزيمة أكبر وأخطر من مجرد هزيمة ناد خارج أرضه بهدف وحيد، ولاتزال أمامه فرصة تحويل الهزيمة إلى انتصار فى المباراة الثانية.. اضافة اعلان

وقلت إن محمود طاهر يتعين عليه التوقف أمام تلك الهزيمة منزعجاً مما جرى للأهلى وفى الأهلى طيلة الفترة الماضية.. وإنها ليست نوبة زكام أو صداع علاجها أقراص الإسبرين، وإنما يحتاج الأهلى لجراحة حقيقية وعاجلة.. وإن محمود طاهر ليس مضطراً لمجاملة أى أحد أكثر من ذلك وإنه سيخسر كثيراً وسيخسر الأهلى أكثر لو بقى باب غرفة العمليات مغلقاً.. ولم تأخذ إدارة الأهلى بنصيحتى ولم يفتح أحد غرفة العمليات ولم تكن هناك أى جراحة، فكانت الهزيمة الثانية والثقيلة نتيجة متوقعة وطبيعية.. الهزيمة فى حد ذاتها ليست كارثة لأنها أمر طبيعى ووارد جداً فى عالم كرة القدم.. وخسارة بطولة محلية أو الخروج من بطولة أفريقية ليست عاراً أو انهياراً لأنه أمر عرفته وعاشته أقوى أندية العالم وأكبر منتخباتها..

ولست هنا أتحدث عن هزائم ملعب أو بطولات فقدها الأهلى هذا الموسم.. إنما أتحدث عن منهج إدارة غابت عنها الإرادة.. عن رئيس رائع ومحترم ونقى جاء مسكوناً بطموح التغيير والنجاح لكنه سمح لقليلين حوله بالتلاعب به واستغلاله وخداعه أيضا.. أفهموه بأنه رئيسهم هم وحدهم وليس رئيساً لدولة الأهلى بكل من فيها وما فيها.. فتحولت الدولة الكبيرة القوية الغنية إلى مجرد عصابة داخل مغارة مظلمة.. أقنعوه بأن الأهلى مجرد جدران جديدة من أسمنت وموائد ومقاعد ودورات مياه نظيفة مع أن قوة منصب رئيس الأهلى ومهابة مقعده لا تأتى إلا بهؤلاء الملايين فى الشوارع والبيوت، وهم الأولى بالاهتمام والالتفات حتى لو لم تكن لهم أصوات فى صناديق الانتخاب..

أجبروه على عدم الاستعانة بأى خبرات كروية حتى لا يضعف حصارهم المحكم للرئيس الذى أقنعوه بأن يكون هو نفسه رئيساً للجنة الكرة دون أى منطق أو مبرر.. بنوا حول الرئيس ألف سور وجعلوه يقيم فى زنزانة مغلقة الأبواب، فلم يعد يتواصل مع جمهور دولته، فلا يصلهم فكر الرئيس أو أحلامه، ولا يدرى الرئيس بمشاعرهم واحتياجاتهم.. وتحت دعاوى عدم حاجتهم لأى من الوجوه القديمة قاموا بتفريغ الأهلى من كل أسلحته ونجومه وقواه أيضاً، وأقنعوا الرئيس بأن كل من يعارضه أو حتى ينصحه إنما هو إما فاسد أو طامع فى مكسب أو منصب..

أهدروا كل قيم الأهلى وقوانينه، فأصبح المدير الفنى للأهلى هو آخر من تتم دعوته عند أى أزمة أو مشكلة كروية.. أقنعوا الرئيس بضرورة إسقاط الدولة كلها حماية للرئيس، ونسوا أنه لا رئيس بدون دولة ولا دولة بدون شعب.. وكانت النتيجة الحتمية والطبيعية أن يثور الشعب ضد الدولة ورئيسها.. ولايزال الرئيس يملك فرصة أخيرة بإبعاد كل هؤلاء دون عواطف ومجاملات، ويتغير محمود طاهر من زعيم عصابة إلى رئيس حقيقى لدولة الأهلى كلها.