A A A
طارق الأدور

سعدت جدا بنتائج شباب وشابات مصر في الدورة الأوليمبية للشباب بالأرجنتين وبالمركز 22 الذي احتلته مصر بين 205 في العالم شاركت في تلك الدورة. وكنت أكثر سعادة بعدد الميداليات الذي تحقق وبلغ 12 ميدالية متنوعة منها 3 ذهبيات وفضيتان و7 برونزيات وهو أمر يبشر بالخير مستقبلا في الدورات الأوليمبية للكبار. اضافة اعلان

والحقيقة التي يجب ذكرها هنا هو تطور مستوي المشاركة المصرية في الدورات الأوليمبية للشباب من الدورة الثانية التي شهدت تحقيق 6 ميداليات فقط بواقع ذهبيتين وفضيتين وبرونزيتين ولكن لي بعض الملاحظات علي هذا التطور الذي اتنمني أن يكون من خلال إستراتيجية كاملة للاتحادات التي حققت الإنجازات وليس من خلال عناصر فنية متميزة ينتهي الأمر بعد اعتزالهم.

الملاحظة الأولي هي أن اللعبات التي حققت الإنجاز هي نفس الرياضات التي حققت فيها مصر من قبل الميداليات حتي علي مستوي الدورات الأوليمبية للكبار وهي رفع الأثقال والتايكوندو والمصارعة والملاكمة والسلاح والخماسي الحديث وأضيف اليها الكاراتيه الذي دخل البرنامج الأوليمبي للشباب لأول مرة وألعاب القوي التي تعتبر منجم الذهب الخفي الذي يمكن من خلال الاهتمام بها أن تكون ضمن الرياضيات الذهبية في مصر.

والملاحظة الثانية ان الاتحادات كانت في السنوات الأخيرة تتابع عن قرب هؤلاء الأبطال وتدرج مستوياتهم في هذه السن المبكرة وهو من الأمور الأساسية لتربية أي بطل أوليمبي.

أما الملاحظة الثالثة فهي ظهور رياضات جديدة في قائمة الميداليات وعلي رأسها ألعاب القوي التي قلنا مرارا انها اللعبة الفردية التي يمتلك المصريون بحكم العناصر الوراثية والبيئية مقومات تحقيق إنجازات كثيرة فيها وهي اللعبة التي تحمل إسم "أم اللعبات" أو "عروس الأوليمبياد".

وسبب اهتمامي بالنقاط الخفية وراء الانجاز ألا نفقد فرصة استغلال الانتصارات للمزيد من التقدم في المستقبل مثلما حدث بعد دورة أثينا 2004 التي تحقق فيها أفضل انجاز في العصر الحديث عندما فزنا بعد صيام 20 عاما بخمس ميداليات في الملاكمة والمصارعة والتايكوندو ولكننا بعدها لم نستثمر الانجاز ونستغله كي نجذب النشء الصغير لتلك الرياضات التي لا يراها سوي مرة كل 4 سنوات من خلال الدورات الأوليمبية التي تذاع تليفزيونيا وتتيح للملايين في العالم مشاهدة رياضات شهيدة لا يرونها سوي في تلك الدورات وللأسف قد لا تراها مرة أخري بعد قرار البث الحصري الذي يبدأ من دورة طوكيو 2020.

وأقصد باستثمار الحدث هو ما تفعله الدول التي تحقق تفوقا في بعض الرياضات بحكم تميزها وراثيا مثل كوبا في الملاكمة والتي استثمرت تفوقها في تلك اللعبة لنشر الحلبات في الشوارع والميادين وبالتالي يشاهد الطفل في كل شارع يسير فيه الملاكمة ويتعلق بها.

في الصين التي تتفوق فطريا في تنس الطاولة يشاهد الطفل مناضد اللعبة في كل شارع . بل في الجزيرة المتوسطة بين شارعين وبالتالي يتجه الكثير من الأطفال للعبة التي تنجب الأبطال تباعا لتلك الدولة في الدورات الأوليمبية. ونفس الحال في لعبة السباحة في أمريكا والجمباز في روسيا والقوس والسهم في كوريا.

ما أريده هو البدء فورا في استثمار هذا النجاح وانطلاق تلك الرياضات الناجحة في كل مكان من أجل المزيد من الانجازات مستقبلا.