A A A
جمال هليل

قد نتفق.. وقد نختلف فهذا وارد!! لكن لو اختلفنا في الرأي فالعيب كل العيب أن نصل إلي طريق مسدود وندخل في نفق التنافر والتناحر!!

ففي كل يوم تظهر قضية جديدة في الوسط الرياضي وللأسف الشديد فمعظم تلك القضايا تظل مدفونة تحت التراب حتي تحين الفرصة لتظهر فوق السطح من جديد!! اضافة اعلان

آخر قضايا الرأي.. بالون اطلقه اتحاد الكرة عن طريق عصافير الصحافة والإعلام لجس النبض قبل إعلان القرار النهائي بالموافقة!!

القرار المقترح هو السماح للاعبي شمال أفريقيا تونس وليبيا والجزائر والمغرب باللعب في الدوري المصري واعتبارهم ضمن اللاعبين المحليين أي ليسوا أجانب!! سبقهم في هذا القرار لاعبو سوريا وفلسطين في المواسم السابقة.. وبذلك يكون الدوري المصري مباحاً ومباعاً لست دول عربية أي تقريباً ربع عدد الدول العربية!!

فضيحة ما بعدها فضيحة يا جبلاية الهنا!! لو كانت مصر دولة مبتدئة في كرة القدم لدعمنا ووافقنا علي القرار.. لأن استقدام وتشجيع لاعبي الدول التي سبقتنا في الكرة سيعلم أبناءنا فنون الكرة.. ولو كانت مصر دولة صغيرة الحجم والمساحة والتعداد لوافقنا علي هذا الاقتراح الجهنمي فوراً حتي يسدوا الفراغ في الفرق المشاركة.. لكن مصر من أكبر الدولة العربية مساحة.. وأعظمها تعداداً تخطي المئة مليون نسمة وشريحة الشباب عندنا تعادل ثلث تعداد الدولة.. علاوة علي أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي التي يمارسها الطفل بالسليقة والطبيعة بمجرد أن يولد!!

فلماذا هذا التفكير الغريب أو قل المريض؟!!

هل عجزت آلاف الأندية ومراكز الشباب والساحات الشعبية عن تخريج لاعبين للدوري المصري؟!!

اعتقد والله أعلم أن صاحب هذا القرار كان يسعي لمصلحة أو مكاسب أو أنه سمسار لاعبين ويريد أن يفتح باب الاستيراد الكروي من وكلائه في تلك الدول!!

هل هان علي اتحاد الكرة أن يفتح الدوري المصري علي البحري لشباب ولاعبي خمس دول عربية مرة واحدة؟!!

زمان عندما فتحنا الباب لأبناء سوريا وفلسطين فهذا كان بدافع وطني نظراً لما يحدث في الدولتين من ظلم وقهر وحروب ودمار وتوقف للنشاط الكروي.. لكن ماذا يحدث في شمال أفريقيا لنفتح الباب لشبابهم.. ونغتال شبابنا!؟!

ربما أكون مخطئاً في تفكيري. لكن صاحب هذا القرار لابد أن يحاكم. ولو كان عضوا في اتحاد الكرة فعلي الأندية أعضاء الجمعية العمومية أن ترميه خارج الجبلاية لأنه خائن للاعبي الأندية المصرية ولكرة القدم ولا يستحق أن يكون علي كرسي حمام الجبلاية!!

هل هانت الكرة المصرية علينا لهذه الدرجة؟!! ألم نتعلم من الدرس الحالي الذي علم علي قفاما جميعاً بعد أن أصبح منتخبنا بدون رأس حربة لأن كل الفرق تستعين بمهاجمين من خارج مصر؟!!

يبدو أننا لن نتعلم من الدروس.. لأننا أغبياء في التخطيط الكروي.. وصاحب هذا الاقتراح الجهنمي يفتح الباب للاعبي ست دول عربية يستحق فعلاً أن نتركه للجماهير أثناء مباراة لمنتخب مصر ليسمع بأذنيه ما لم نقدر علي كتابته ليراه بعينيه!!