A A A
طارق الأدور

لفت فوز الزمالك علي الهلال في كأس السوبر المصري والسعودي وخسارة الأهلي بعدها بيوم واحد فقط أمام الاتحاد السكندري لظاهرة مهمة جدا قد يكون لها دور كبير في تحديد أبطال هذا الموسم وهي ظاهرة استغلال الفرص المتاحة للفريق في المباريات بالشكل الأمثل. وشاءت المباراتان أن تشهدا قمة التناقض بفوز الزمالك الذي نجح في استغلال 3 فرص للتهديف لتسجيل هدفين فاز بهما بالمباراة أمام فريق الهلال الذي لعب مباراة هجومية رائعة ولكنه سجل هدفًا واحدًا من نحو 22 فرصة محققة للتهديف. اضافة اعلان

وجاء الأهلي ليضيع في اليوم التالي 15 فرصة محققة أمام الاتحاد وسجل 3 أهداف فقط أمام فريق سجل 4 أهداف من 5 مرات فقط وصل خلالها لمرمي الأهلي طوال 90 دقيقة وهو ما يعني نسبة فاعلية تفوق المعدلات العالمية.

والحقيقة ان ظاهرة اضاعة الفرص المحققة للتهديف كتبت عنها كثيرا من قبل وبخاصة في الموسم الماضي حين كانت من الظواهر الواضحة جدا للكبيرين الأهلي والزمالك. ولكن مع الفارق في أن الأهلي كان يصل لمرمي المنافس كثيرا جدا في الموسم الماضي في طريقة حسام البدري التي كان يحاصر بها منافسيه طوال المباراة فكان يخرج كثيرا بفوز ضيق بفارق هدف أو هدفين علي الأكثر من نحو 20 فرصة محققة. بينما كان الزمالك يخرج خاسرا أو متعادلا لأنه كان يخلق فرص التهديف بمعدلات أقل.

والمشكلة ان ظاهرة إهدار الفرص دائما تختفي أمام الجماهير والمسئولين اذا ما حقق الفريق الفوز. لذلك ظلت مختفية في الأهلي في الموسم الماضي عندما كان يحقق الانتصارا والأرقام القياسية تباعا. ثم بدأت في الظهور أمام المتابعين عندماسقط الفريق في عدة هزائم متتالية أمام الزمالك في ختام الدوري والأسيوطي في الكأس والترجي في مستهل مجموعات دوري الأبطال فكان الأمر سببا في رحيل البدري رغم ما حققه من انجازات.

وتقول احصائيات كرة القدم عالميا ان نسبة التهديف من الفرص المحققة بمعني تلك التي يكون فيها انفرادات تامة بالمرمي أو تسديدة من وضعية جيدة في مواجهة المرمي أو من ضربات الجزاء أو كرات عرضية مهيأة تصل من 30 إلي 35%. في الوقت الذي قل فيه المعدل لدي النادي الأهلي في الموسمين الأخيرين إلي أقل من 10%.

والواقع ان تلك الظاهرة كانت وراء فقدان الأهلي لعدة ألقاب في الموسم الماضي وعلي رأسها دوري الأبطال الذي ضاع من الأهلي بفرص محققة أهدرها علي وجه التحديد وليد أزارو ومؤمن زكريا في مباراتي الذهاب والعودة أمام الوداد. وكذلك البطولة العربية التي استضافتها مصر وأهدر فيها عشرات الفرص أمام الفيصلي الأردني في مباراتي المجموعة والدور قبل النهائي. ثم كأس مصر التي ضاعت أيضا بفرص كثيرة أهدرها الفريق أمام الأسيوطي في دور الثمانية. ورغم ذلك لم يفكر الجهاز الفني سواء أكان السابق أو الحالي في علاج الظاهرة السلبية والتي تستمر هذا الموسم.

وطبقا للمباريات التي خاضها الزمالك هذا الموسم فانني أري أن الفريق عالج جدا تلك الظاهرة لأنه يسجل الأهداف من عدد أقل من الفرص وهو الأمر الذي ظهر في الدوري والبطولة العربية والسوبر المصري السعودي وهي البطولات التي خاضها حتي الآن.

فهل تلعب ظاهرة إضاعة الفرص دورًا في تحديد ألقاب هذا الموسم؟؟؟؟؟