A A A
ياسر أيوب

لن تكسب مصر نفسها شيئاً إن انتهت قضية الفساد الكبرى الحالية بوزارة الزراعة بمحاكمة الذى رشا أو ارتشى أو كان وسيطاً أو بوقاً أو واجهة.. إنما المكسب الحقيقى للجميع هو أن تتحول هذه القضية إلى دعوة عامة لكل الناس بأن يخوضوا حربهم ضد أى فساد فى كل مكان ومجال.. وويل لمصر وأهلها لو تحولت قضية الفساد الكبرى إلى مجرد حدوتة للتسلية والنميمة، أو حلقات مثيرة من مسلسل درامى بوليسى حافل بالمفاجآت والصدمات.. وأنا شخصياً ليست تعنينى هذه القضية لأنها باتت أمام النيابة وسينظرها القضاء وبالتالى لم يعد لك أو لى أى دور بشأنها.. ويبقى دورنا الحقيقى هو محاولة الكشف عن أى فساد، والشروع فى محاربته بكل وسيلة وسلاح حتى لو بالإشارة أو الكلمة أو حتى التساؤل.. ومخطئ من يتخيل الرياضة جزيرة للفضيلة وسط بحر الفساد الذى تكاد مصر تغرق فيه.. وبدلاً من أن يبقى الإعلام الرياضى فى مصر مهموماً طوال الوقت بصراعات الأهلى والزمالك وانتقالات اللاعبين وتبادل الاتهامات والإهانات.. أظن أن بإمكان هذا الإعلام بكل شاشاته وأوراقه وكاميراته وميكروفوناته وإمكاناته أن يبدأ حروباً حقيقية ضد أى وكل فساد فى مصر له علاقة بالرياضة.. وعلى سبيل المثال أود أن أسأل عن 300 فدان بأرض كارفور بالإسكندرية كان قد جرى تخصيصها لإقامة مدينة رياضية وبدأت وزارة الزراعة تقتطع أراضى منها لبيعها.. علماً بأن الأرض المجاورة لها، البالغة 150 فدانا، ويبلغ سعرها فى السوق 16 مليار جنيه، قيل إنه تم بيعها فى مارس الماضى مقابل 32 مليون جنيه فقط.. أنا أتساءل فقط وأطالب وزير الرياضة قبل محافظ الإسكندرية بتقصى الحقيقة وكشفها أياً كان الذى باع أو اشترى.. أطالب وزير الرياضة أيضا قبل وزيرى التعليم والتعليم العالى بتقصى الحقيقة ومتابعة قرار النيابة الإدارية فى يوليو الماضى بمعاقبة مسؤولين بالإدارة العامة للتربية الرياضية بوزارة التعليم بعد ثبوت أنهم منحوا درجات الحافز الرياضى لطلبة وطالبات فى الثانوية العامة ثبت أنهم لم يمارسوا الرياضة أبداً طيلة حياتهم.. فماذا ينتظر وزير الرياضة ووزير التعليم ليوقفا هذا الفساد السنوى المتكرر تحت لافتة الحافز الرياضى؟.. وأطالب وزير الرياضة أيضا ومعه محافظ الشرقية بمراجعة ملف ناد خاص أقيم فوق أرض تملكها المحافظة وتم تسليمها لرجل أعمال بحق انتفاع لمدة خمس وعشرين سنة مقابل التزامات كثيرة لم تحدث طيلة ثلاثة عشر عاما مضت.. يقال أيضا إن رجل الأعمال لايزال يجمع الملايين كاشتراكات عضوية جديدة رغم ما يقال عن إبطال مجلس الدولة هذا العقد.. أو حكاية حمام السباحة فى نادى مدينة نصر الذى تم إنفاق عشرة ملايين جنيه العام الماضى لإصلاحه، ثم تبين أنه لم يجر به أى إصلاح أو حتى تغيير.. ولست هنا أدين أحداً بشكل مسبق أو أعيش دور رجل النيابة أو القضاء.. وليس هذا هو كل أو أكبر فساد تواجهه الرياضة المصرية.. إنما مجرد دعوة للبداية وإعلان الحرب ضد أى فاسد وكل فساد. اضافة اعلان

نقلاً عن ىجريدة المصري اليوم.