A A A
حسن المستكاوي

** الأهلى يطلب اللعب وديا مع بايرن ميونيخ فى إطار مساندة قضية اللاجئين السوريين والعراقيين فى أوروبا. وهو رد فعل إيجابى وطيب وسباق من جانب الأهلى. فالعالم كله انتفض بعد مشهد الطفل الغارق إيلان. تحركت المشاعر الإنسانية عند كل إنسان. وكانت ملاعب الرياضة ساحة مناسبة لإعلان تلك المشاعر. بدأتها جماهير بروسيا دورتموند الألمانى حين رفعت شعار: « مرحبا باللاجئين ». وتوالت ردود الفعل الإيجابية، تبرع ميسى وكريستيانو، وتبرعت أندية ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وتبرع نجوم الفن والسينما والثقافة والأدب والمجتمع.. اضافة اعلان

** صيحة إنقذوا اللاجئين، جمعت فى يومين مايقرب من 400 ألف توقيع مساند للحملة. وأوروبا التى كانت تحارب الهجرة غير الشرعية، تتحدث الآن عن نقل اللاجئين جوا بدلا من تركهم لمغامرة الموت والأهوال فى مياه البحر الأبيض. وفى جريدة ديلى تيلجراف البريطانية تقرير مهم يقول إنه فى الأسبوعين الماضيين فقط كانت الجزر اليونانية تستقبل خمسة آلاف لاجىء يوميا.. هربا من الحرب والقتل والدمار الذى بات يطارد السوريين والعراقيين وغيرهم فى الشرق الأوسط، المنطقة المنكوبة، بأبنائها الذين يقاتلون بعضهم البعض، ويقتلون بعضهم البعض، ومهما كانت الشعارات النبيلة مرفوعة، ومهما كان شياطين الاستبداد تسيطر وتحكم، فإن صورة الطفل إيلان الغارق تجعلك تشعر باللعنة التى أصابت منطقتنا..

** تابعت تصريحات للمهندس نجيب ساويرس فى محطة سى. إن. إن، وهو يتحدث عن الجزيرة اليونانية التى يرغب فى شرائها من أجل احتواء اللاجئين. وقال إنه سيبنى المنازل والمدارس والمستشفيات، وسيبنى مجتمعا، ومن يرغب فى العودة إلى بلاده بعد استقرارها سيعود، ومن يرغب فى البقاء فى المجتمع الجديد سيبقى. والمشكلة أنه ينتظر موافقة اليونان. لكن ساويرس تعرض للهجوم من البعض هنا. ومن المؤسف جدا أن يفهم تحركه على أنه دعاية لحزبه فى الانتخابات البرلمانية.. فما هذا التفكير وماتلك الأفكار؟

من المؤسف أكثر أن أصحاب العقول المريضة يفكرون بمرض. يرون أن الأهداف انتخابية وسياسية وليست إنسانية. وبعضهم يتساءل ماذا فعل ساويرس لمصر.. ولكننى أعرف أن عائلته كلها لها أعمالها الخيرية فى مختلف النواحى والمحافظات.. وانا لا أعرف نجيب ساويرس ولست صديقا له حتى يفكر المرضى بمرضهم، ويرون فى الأمر دفاعا، بينما هو دفاع عن الإنسانية.. وانظروا حولكم. العالم كله انتفض بسبب صورة إيلان. المستشارة الالمانية ميركل التى كانت قاسية للغاية فى مواجهة طفلة ترغب فى الهجرة إلى ألمانيا، باتت تلقب بأم المهاجرين واللاجئين، بعد موقفها الصارم بشأن مساندتها لهم واستضافتهم. .

** لكن أفضل ماقيل فى الأمر خرج من رئيس الوزراء البريطانى دافيد كاميرون: « سوف نستضيف آلاف اللاجئين السوريين، والعراقيين، إلا أن علينا أن نساندهم أكثر بدعم السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط ».. نرجو ذلك؟

**.. لم تعد صيحة إنقذوا اللاجئين كافية.. ولكننا فى أشد الحاجة إلى صيحة إنقذوا الشرق الأوسط.. وينطق بها كل شرق أوسطى!

نقلاً عن جريدة الشروق.