A A A
منتخب مصر و الاوراجوي

قبل انطلاق المونديال بأسابيع قليلة كان النجم المصري محمد صلاح ملء السمع والبصر تألق في صفوف ليفربول الإنجليزي وحصد الجوائز الفردية تباعا وكان أحسن لاعب في أقوي دوري في العالم وهدافه الأول الي جانب عشرات الجوائز من جهات مختلفة. قفزت نجومية صلاح فوق كل التوقعات حتي صار النجم المفضل لكل لاعبي الكرة الكبار وانظروا ما قاله له شخصيا نجم أوروجواي إدينسون كافاني عقب فوز الأوروجواي علي مصر بالهدف القاتل لخمينيز في الوقت بدل الضائع في مستهل مشوار المونديال. قال له "أولادي مهوسون بك ويحدنوني عنك يوميا وأنا شخصيا أسعد بمشاهدتك" اضافة اعلان

پالي هذا الحد لم يكن الأمر مجرد لاعب يتحدث عنه العالم وينتمي الي مصرنا الغالية التي تلاعب باسمها حفنة من الأشخاص كانوا أقل وطنية من حمل لواء الوطن أمام العالم في المونديال كان لاعبا أعطي المنتخب أكثر مما أعطي أي لاعب محترف آخر في تاريخ مصر.

پاللقطة الشهيرة التي انطبعت في عقل المصريين كانت اللحظات العصيبة التي عاشها المنتخب عقب هدف التعادل للكونغو في مباراة التأهل الشهيرة وكيف كان صلاح يتلوي علي الأرض حزنا علي حلم كاد يضيع حتي عاد الحلم علي يديه وبقدمه التي سجلت هدف الفوز وجاءت بحلم المونديال بعد أن سجل شخصيا ثلاثة أرباع أهداف المنتخب في التصفيات.

كم كان هناك من النجوم الذين تألقوا في أنديتهم ولكنهم للأسف لم يقدموا شيئا للمنتخب ولكن صلاح العاشق لمصر والناطق باسمها أمام العالم كان يعي تماما أن الخلود لأي نجم كروي هو لعطائه مع منتخب بلاده . لأن هذا العطاء يفوق كثيرا ما يحققه مع أي ناد مهما تحققت الإنجازات.

بيليه مثلا الذي قدم لسانتوس البرازيلي المستحيل وسجل له أكثر من ألف هدف لم يحقق خلودا أكبر من حصوله علي كأس العالم 3 مرات مع منتخب بلاده. ومارادونا الذي أبهر الكرة الأرضية بشكل يفوق الوصف كرويا لم يسجل في تاريخه ما هو بقيمة تحقيق كأس العالم مع الأرجنتين عام 1986.

هل نظرتم كيف كانت مشاعر المعجزة ميسي أعظم من لمس الكرة مهاريا عندما غادر كأس العالم من حزن عميق تعاطف معه كل نجوم الكرة في العالم لأنه لم يستطع قيادة منتخب بلاده لكأس العالم أسوة بمارادونا وهي تظل نقطة سوداء في تاريخه الحافل.

هذه المقدمة كان لابد منها لنعرف كم كان منتظرا من نجم تابعه العالم بأسره ولكن اتحاد البيزنس كان له رأي آخر مع هذا النجم أرادوا استغلاله لصالحهم ولتحقيق أكبر كم من المكاسب من ورائه وهو النجم الذي قالوا عنه أنه من بين أبرز 3 نجوم في العالم الآن.

پوضعوا اللاعب في موقف قضائي مع الشركة التي يشارك في إعلاناتها بعقود مسبقة ووضعوا صورته علي الطائرة التي تحمل اسم شركة أخري منافسة من أجل تحقيق مكاسب إضافية من وراء لسم صلاح. كانت القضية في أحرج فترات الموسم وقبيل نهايته مما تسبب في توتره وغيابه عن التهديف.

پلم يدرك هؤلاء الهواة أن وضع صورة صلاح منفردة علي الطائرة وبحجم يفوق باقي اللاعبين مجتمعين سيخلق بحكم الطبيعة البشرية شرخا في علاقة صلاح بزملائه في المنتخب يمكن أن تؤثر عليهم في الملعب ولكنهم كانوا أقل من التفكير في ذلك.

پبعدها باعوا النجم الكبير وورطوه في قضية لقاء رئيس الشيشان الذي يعتبره العالم ممن ينتهكون حقوق الإنسان وهي القضية التي جعلت اللاعب الذي يتيه فخرا بإنجاز للمنتخب لا يعبر عن أي سعادة بهدف التقدم أمام السعودية.

بعلم أو بجهل أضاعوا علي المنتخب الاستغلال الأمثل لموهبة كان يخشاها كل المنافسين في قضية من قضايا فشل المونديال وهناك المزيد من أركان الفشل!!

نقلا عن "جريدة الجمهورية"