A A A
طارق الأدور

لم يكن هناك حديث للشارع الكروي في الأيام الماضية سوي عن أسعار اللاعبين المصريين وقيمة انتقالاتهم التي تفوق الوصف والتي وصلت إلي قرابة الخمسين مليون جنيه وأرقام لم يكن أحد يتوقع أن تصل إليها حتي الماضي القريب وبخاصة أن الجميع يعلم حدة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الفترة الأخيرة والتي اكتوي بها المواطن العادي وليس الفقير فقط. اضافة اعلان

فلم يكن مقبولاً مثلاً أن نسمع مبالغ تصل إلي 44 مليون جنيه تدفع في لاعب مثل مروان محسن لازال في مقتبل حياته الكروية ولم يقدم بعد أوراق النجومية ولم يسبق اختياره للمنتخب في وقت يعاني فيه الشباب من قلة الحيلة أمام غلاء الأسعار وكيفية التفكير في تدبير أمور المعيشة الطبيعية في وقت يسمعون فيه يومياً عن تلك الملايين وكأنها جنيهات قليلة يتم تداولها حولهم.

جلست وسط مجموعة من الشباب منذ أيام وكان حديثهم عن كم الشباب الذي يمكن أن يبدأ حياته ويتزوج ويوفر احتياجاته الرئيسية لو تم توزيع تلك الملايين عليهم وهو أمر أعذرهم فيه ولكن أحب أن أبرز الوجه الآخر لكرة القدم التي لا يجب أن تقارن بمستوي المعيشة داخل الدولة وقد يحزن مني الكثير من الشباب عندما أقول ذلك.

في البرازيل مثلاً المستوي المعيشي يقل عن نظيره في مصر في القطاع الأكبر من البلاد التي تمتد لمساحة 8.5 مليون كم مربع في أمريكا الجنوبية ولكن في المقابل هي أكبر سوق في العالم لتجارة اللاعبين ويدر علي البلد المصنفة أنها بلد فقير مليارات الدولارات سنوياً من تجارة اللاعبين وبخاصة إلي القارة العجوز أوروبا.

وقيمة انتقال لاعب واحد صاعد بحجم نيمار مثلاً إلي أوروبا قد تفوق ما ينفقه مليون شاب برازيلي خلال عام كامل.. ولكنها كرة القدم التي تحولت إلي صناعة في كل أنحاء العالم.. الفقيرة منها قبل الغنية.

وقد يعتقد البعض أن قيمة انتقال لاعب مثل البرازيلي كوتينيو نجم وسط ليفربول السابق والذي انتقل إلي برشلونة في صفقة وصل مجموعها 160 مليون يورو أي نحو 3 مليارات و360 مليون جنيه مصري. أن اللاعب نفسه يحصل علي هذه القيمة وهو اعتقاد خاطئ لأن النادي هو من يدفع ولكنه في المقابل ينتظر أن ترد له هذه الملايين من خلال قيمة بيع التيشيرتات التي تحمل اسمه وبيع تذاكر المباريات التي لا شك أنها تزيد بوجود نجوم بحجم ميسي وسواريز وكوتينيو بجانب حقوق الإعلانات وبث المباريات وخلافه وهي قد ترد للنادي هذه المبالغ الصاع صاعين.