A A A
ياسر ايوب (1)

كنت أتمنى سفر لاعبات ولاعبى مصر للمشاركة فى بطولة العالم لألعاب القوى للشباب التى بدأت أمس الأول فى كولومبيا.. وأتفهم حزنهم وغضبهم وثورتهم بعدما رفض الاتحاد المصرى لألعاب القوى المشاركة لأنه لا يملك المال الكافى لسفرهم إلى كولومبيا.. إذ يتراوح سعر تذكرة الطيران من القاهرة إلى بوجوتا ثم كالى من ألفين إلى ألفى وخمسمائة دولار.. أى من 38 إلى 45 ألف جنيه.. وكان العدد الإجمالى للمفترض سفرهم يصل أو يزيد على العشرين شخصا منهم عشر لاعبات ولاعبين ومعهم مدربون وأطباء وإداريون.. ومع تذاكر الطيران هناك فواتير الإقامة فى مدينة كالى وبدل السفر اليومى للجميع.. وقال اللاعبون إن الاتحاد كان بإمكانه الحصول على أسعار تقل عن ذلك لو قام بالحجز مبكرا.. وحين سألت سيف شاهين، رئيس الاتحاد، قال إنه لا يستطيع شراء تذاكر قبل صدور القرار الوزارى الخاص بالسفر وإلا تعرض للمساءلة من الجهاز المركزى للمحاسبات.. ورغم كل ذلك أتعاطف مع اللاعبات واللاعبين الذين كانوا يحلمون بالمشاركة فى بطولة العالم.. اضافة اعلان

وأتفهم ما قاله رئيس الاتحاد عن حدود ميزانيته مع اعتذار الاتحاد الدولى عن المساهمة فى نفقات سفر أى لاعبة أو لاعب مثلما يجرى مع المتأهلين لبطولات العالم للكبار.. ومن المؤكد أن الأمر لا يقتصر فقط على هذه اللعبة أو هذه البطولة.. فالأسعار زادت بدرجة مزعجة ومربكة.. وهو أمر لابد أن يلزمنا كلنا بضرورة ترشيد نفقات سفر البعثات الرياضية بشكل عام.. ولا أقصد بالطبع البطولات الرسمية والبطلات والأبطال الذين لابد من مشاركتهم سواء للاحتكاك وكسب الخبرة أو للمنافسة وحلم الانتصار.. إنما أقصد الرحلات غير المهمة التى بدون عائد أو فائدة حقيقية ويتحول بعضها إلى رحلات ترفيهية أو إعداد خارجى كان من الممكن القيام به داخل البلد.. وضرورة اختصار عدد المسافرين مع اللاعبين إلى أقصى حد ممكن وعدم سفر إداريين أو مرافقين مع اللاعب والمدرب والطبيب ويتولى المدرب إدارة البعثة.. فوزارة الشباب والرياضة الملزمة بالإنفاق على كل هذه الاتحادات والألعاب لن تستطيع زيادة إنفاقها فى ظل الأزمة الحالية التى أعلنت معها الحكومة تطبيق سياسة التقشف والترشيد.. وهناك فى العالم حولنا بلدان تنفق أقل مما ننفقه نحن بمنتهى السخاء والكرم، ورغم ذلك تحقق بطولات وميداليات أكثر منا لأنها تجيد اختيار ما يستحق الاهتمام والإنفاق الضرورى فقط.