A A A
دندراوى الهوارى

قولا واحدا، كل من يعارض الاستعانة بخبير تحكيم أجنبى، لتطوير منظومة التحكيم "المتكلسة"، يكره العدالة، ويخشى الحق، ويساهم فى تشويه سمعة التحكيم المصرى إفريقيا وعربيا ودوليا، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن المنظومة تحتاج لتطوير جذرى، وأن الحكام أظهروا تراجعا مخيفا فى المتابعة وعدم الإلمام بالقوانين إلماما كاملا، وما رأيناه طوال ما يقرب من عامين، في تطبيق قوانين تقنية الـ "VAR" أمية مفرطة، وبعيد تماما عن القوانين الحاكمة للتقنية! اضافة اعلان

بجانب أيضا، أن الحكم المصرى لا يهتم بتطوير نفسه، ولا يحب ذاته، ولا يعمل على رفع اسمه، ليكون رقما صحيحا في معادلة التحكيم الإفريقية والعربية والدولية، ولا يغيب عن فعاليات البطولات الكبرى، وهو ما ينعكس على سمعة التحكيم المصرى، ورفع رايته خفاقة في كل البطولات الكبرى.

تستشعر أن الحكام المصريين، فى الآونة الأخيرة، يفتقدون الطموح، ولا يحبون أنفسهم، ولا يخشون على أسمائهم، ودائما ما يضعون أنفسهم في دوائر الشبهات، والانتماءات المقيتة، وتناسوا أنهم سدنة العدالة فى الملاعب، ويتابعهم الملايين من الجماهير، ومن ثم الحكم عليهم سيكون قاسيا في حالة التقصير، ويُشار إليهم بأصابع الاتهام، بعدم النزاهة، وهى أحكام قاسية، تلتصق بذاكرة الناس.

تأسيسا على ذلك، كان قرار الاستعانة بخبير أجنبى، وهى نصائح رابطة الأندية منذ بداية الموسم الحالى، لكن رئيس اتحاد الكرة الرجل "الطيب" جمال علام، جعل ودنا من طين وأخرى من عجين، ويقود اتحاد الكرة بأفكار معلبة عفا عليها الزمن، وبعيدة كل البعد عن الحداثة، والعمل كفريق جماعى، وعندما تقدم حازم إمام الصفوف، قرر كسر التابوهات، واستعان بخبير تحكيم أجنبى، وهو قرار صائب مليون بالمائة، فالمنظومة تحتاج طفرة حقيقية، وجراح ماهر لإزالة الأورام والدمامل المؤلمة لجسد منظومة العدالة التحكيمية في ملاعب كرة القدم.

كما أن فقه الضرورة في هذه المرحلة يستوجب إجراء حركة تغييرات وتعديلات في صفوف من يديرون المنظومة، وعلى رأسهم عصام عبد الفتاح، الذى أجج بتصريحاته الغريبة والعجيبة الشارع الكروى، ويستشعر المتابع للعبة كرة القدم أن تصريحات عصام عبدالفتاح، فيها تحدٍ مبالغ فيه، وكأنه يتقاطع مع المنظومة، وليس جزءاً منها، فزاد من الاشتعال وفقدان الثقة، لذلك فإن استبعاده فقه الضرورة، والدفع بعنصر جديد، محايد ولديه الجديد أن يقدمه.

وأهمس فى إذن الكابتن حازم إمام، ناصحا مخلصا، سِرْ فى طريقك الإصلاحى، وتنفيذ أفكارك لتطوير الكرة المصرية، وألا تصاب بملل، أو كلل، ولا أعتقد أن الأرض ستكون ممهدة تحت أقدامك، ومفروشة بالورود، وأن المصلحين عبر التاريخ، واجهوا صعوبات بالغة، وتعرضوا لحملات تشويه كبرى، لكن إيمانهم بأفكارهم ورسالاتهم الإصلاحية، دفعتهم للسير فى طريقهم بكل قوة، وتجاهلوا كل منتقديهم، فكان التاريخ منصفا، عندما سجل مواقفهم بأحرف من ذهب، بينما المنتقدون والمغرضون، لم يذكرهم بكلمة واحدة، وذهبوا إلى مزبلة التاريخ!