A A A
ياسر أيوب

كان الرقم ضخما لدرجة أن تتوقف أمامه الصحافة الرياضية الأوروبية طويلا وتتناوله بالبحث والتحليل.. ففى الأربعة أعوام الماضية راهن الأمريكيون على النتائج الرياضية فى مختلف الألعاب بما قيمته 125 مليار دولار.. اضافة اعلان

وتساءلت صحافة أوروبا والولايات المتحدة أيضا: هل كان هذا الرقم نتيجة السماح أخيرا بالمراهنات الرياضية فى 50 ولاية أمريكية كانت هذه المراهنات فيها جريمة لا يسمح بها القانون الأمريكى ويعاقب من يقوم بها أو يشارك فيها..

أم أنه رقم طبيعى وفقا لرغبة حقيقية داخل جماهير الرياضة تدفعهم لتوقع النتائج إثباتا لمقدرتهم على تحليل المستويات الرياضية، سواء كانت رهانات بالمال أو تبقى مجرد توقعات عبر صفحات السوشيال ميديا..

وكانت الحكاية بدأت فى 14 مايو 2018 حين وافقت المحكمة العليا الأمريكية على تغيير القانون الفيدرالى لتسمح بالمراهنات الرياضية فى 50 ولاية أمريكية.. وقبل هذا التاريخ كانت 4 ولايات فقط هى المسموح فيها بمثل هذه المراهنات..

وأقام راى ليزنياك، السيناتور الأمريكى السابق فى ولاية نيوجيرسى، دعوى قضائية يطالب فيها بالسماح القانونى بالمراهنات.. وظلت القضية متداولة أمام القضاء حتى حسمت المحكمة الأمريكية العليا الأمر وأنهت القضية ووافقت على تغيير القانون الفيدرالى..

وفور صدور هذا الحكم كان ليزنياك هو أول مواطن أمريكى يقوم بالمراهنة فى الخمسين ولاية.. راهن بخمسين دولار قبل بدء مونديال روسيا 2018 على فوز فرنسا بالكأس..

وبالفعل فازت فرنسا وربح ليزنياك 400 دولار..وبعدها بدأ طوفان المراهنات الأمريكى فى 2018 ويصل الإجمالى حتى الآن إلى 125 مليار دولار.. ولم يكن هذا الرقم مفاجأة للصحافة فقط..

إنما لشركات المراهنات الأمريكية نفسها التى فوجئت بما جرى.. وكذلك فوجئ خبراء الرياضة سواء فى الولايات المتحدة وأوروبا بأعداد من قاموا بالمراهنات ربما أكثر من مفاجأة حجم المال المدفوع للمراهنة..

وقال بعض هؤلاء الخبراء إن الأمر أصبح أكبر من مجرد مقامرة بحثا عن المكسب والربح أو سلوك يمنعه أو يسمح به القانون..

لكن أصبح كثيرون جدا من جمهور الرياضة يستهويهم استعراض معلوماتهم وقدرتهم على توقع خطط مدربين أو أداء لاعبين.. وهو أمر ليس مقصورا على المجتمع الرياضى الأمريكى فقط أو الأوروبى..

إنما فى كل مكان وفى مصر أيضا التى لا تعرف المراهنات ولا تسمح بها لكن يكثر رغم ذلك هواة استعراض المعلومات والخبرة والتحليل ويستمتعون بصدق رؤاهم وتوقعاتهم.