A A A
حسن حمدي والخطيب

فارق كبير جداً بين أن تُحب نادياً، أياً كان من يقوده ويدير شؤونه وشجونه، وبين أن يكون حبك مشروطًا بشخص رئيس هذا النادى واسمه وصورته.. فارق كبير جداً بين أن تحب الأهلى فقط لأنه الأهلى وبين أن تُحب الأهلى لأن رئيسه هو حسن حمدى أو محمود طاهر أو محمود الخطيب.. فإن كان حسن حمدى هو الرئيس أصبح الأهلى وكرًا للشيطان، حيث مافيا الفساد القادرة على تخريب مصر كلها وليس النادى فقط، وفجأة يصبح نفس النادى حين يرأسه محمود طاهر هو النادى الحرام الذى لا تدخله شياطين وليس فيه أى خطايا أو ذنوب.. وفى المقابل كان هناك من لا يرى أى مشكلة فى الأهلى حين كان يديره حسن حمدى، وفجأة لم تعد له أى مزايا بعدما أصبح محمود طاهر هو الرئيس.. ولا أقصد أن كل ضحايا وممارسى هذا الحب المشروط جميعهم أصحاب مصالح هى التى تقودهم للحب أو اللاحب.. بل إن معظمهم لا مصلحة له أو ينتفع من الذى أحبه رئيسًا ولم يلحقه أذى أو ضرر من رئيس لا يحبه.. لكنها فوضى المشاعر حين لا يقودها عقل إنما يتحكم فيها إعلام وأخبار وحكايات غير صحيحة أو حقيقية.. اضافة اعلان

إعلام أصر واجتهد واخترع حكاية الكراهية المتبادلة والدائمة بين حمدى والخطيب من ناحية، وطاهر من ناحية أخرى.. إعلام حاول بعضه طول الوقت إقناع طاهر بأن حمدى والخطيب يتآمران عليه لدرجة تصوير أن الرجلين هما اللذان أفسدا الانتخابات الأخيرة، وهما اللذان كانا وراء حكم القضاء ببطلانها.. وإعلام بعضه الآخر لا يزال يصر على أن طاهر يكره حمدى والخطيب لدرجة التأكيد على أننى رفضت عرض محمود طاهر بتولى رئاسة تحرير مجلة الأهلى لأننى اشترطت أن أضع صورتى حسن حمدى والخطيب على غلاف أول عدد أتولى مسؤوليته،

فرفض محمود طاهر ذلك وبالتالى اعتذرت عن المهمة.. ولم يحدث ذلك.. ولم يقل محمود طاهر أمامى أى كلمة، سواء تخص حسن حمدى أو الخطيب.. كان ولا يزال يحترمهما ويُقدّر بالفعل كل ما قدمه الاثنان للأهلى ولكرة القدم المصرية وكان حريصًا على دعوتهما لكل وأى احتفال يخص الأهلى باعتبارهما من أجمل وأهم أبناء الأهلى.. لا أدّعى أنهم أصدقاء ولا أتجاهل أن حمدى والخطيب كانا ضد «طاهر» فى الانتخابات الأخيرة.. لكنه خلاف فى الرؤى والقناعات والميول وليست حرب عداء وكراهية.. وفى الوقت الذى يتخلص فيه الزمالك من هذا الحب المشروط الذى كان فى الماضى يُفسد كل شىء وبدأ أبناء الزمالك الآن الالتفاف حول إدارته دون أى حسابات شخصية.. يستسلم الأهلى وأبناؤه لهذا الحب فيصبح إنذارًا موجعًا ومخيفًا بالانقسام والانهيار، لأن هناك من يحبون أو يكرهون أى رئيس أكثر من حُبهم للنادى نفسه.. وقد عاش الأهلى مؤخرًا مواقف ومعارك كانت تستدعى التفاف كل الأبناء والعشاق، ولم يحدث ذلك لأن هناك من لا يريد أو يحب ذلك.. لأن هناك من يخافون الحب والوفاق والسلام، ومصالحهم ضد أى هدوء وأمان واستقرار.

نقلاً عن جريدة المصري اليوم.