A A A
ياسر ايوب (2)

فى شهر نوفمبر الماضى.. كتبت عن دبلوم إدارة الأندية كشهادة دراسية جديدة من الفيفا لمسايرة هذا التطور الهائل فى مجال إدارة كرة القدم وبعدما تغيرت كل حساباتها وقواعدها.. وأعلن الفيفا وقتها أن من سيتم قبولهم لنيل هذه الشهادة الجديدة سيدرسون الإدارة والقانون الرياضى واللوائح الكروية والتعاقدات والتسويق والاستثمار وتطوير الاستادات الكروية وتأسيس أكاديميات الناشئين والعلاقة بين الفيفا وحكومات العالم.. وكان محمد خالد غرابة أحد الذين اهتموا بما كتبته وقرر التقدم للفيفا بطلب المشاركة فى أول دفعة دراسية لنيل هذه الشهادة. اضافة اعلان

ومنذ أيام قليلة.. تلقى محمد رسالة من أورنيلا ديزريه، التى تدير كرة القدم الاحترافية بالفيفا، تخبره فيها باختياره ضمن أربعة وعشرين فقط من بين أربعمائة شخص من مختلف بلدان العالم تقدموا للفيفا بطلب الدراسة لنيل هذه الشهادة.. ولم يتم قبول محمد خالد غرابة إلا بعد مقابلة طويلة له عبر الفيديو مع مسؤولى الفيفا الذين سألوه عن سبب اهتمامه ورغبته فى نيل هذه الشهادة وعلاقته بكرة القدم ورؤيته لها.

واستنادًا إلى إجابات محمد تم قبوله ضمن أول دفعة ستنال شهادة دبلوم الفيفا فى إدارة الأندية.. ويستحق محمد هذه الفرصة لأسباب كثيرة.. فهو أحد عشاق كرة القدم وأحد الحالمين بمستقبل أفضل لها فى مصر.. لكنه مقتنع بأن العلم هو الطريق الوحيد لتحقيق ذلك وليس الصراخ والانفعال وتجارب خاصة قد تصيب أو تخطئ.. وعلى الرغم من دراسته للاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.. ونجاحه الوظيفى فى شركة إنبى، وكان منذ ثلاث سنوات مديرًا لمكتب الشركة فى فنزويلا.. إلا أنه اختار التحول إلى إدارة كرة القدم، ولم يكتفِ بمنصبه الحالى كنائب لرئيس نادى إنبى إنما أراد دراسة المزيد من علوم وقواعد إدارة أندية كرة القدم.

ولهذا كان حرصه الشديد على نيل دبلوم الفيفا كخطوة أولى ستعقبها خطوات أخرى كثيرة وعملية أيضًا.. وأثق أن هناك كثيرين فى مصر الآن مثل محمد خالد غرابة يريدون تغيير شكل وواقع اللعبة فى بلادنا، والانتقال بها من الفوضى والعشوائية إلى لعبة منظمة يسودها الاستقرار والانضباط، وتعتمد على العلم وكل ما هو جديد وجميل وحقيقى.. وقد أسعدنى جدًا أن يكون محمد أحد اثنين فقط من إفريقيا كلها سيمنحهما الفيفا فرصة الدراسة الجديدة التى ستعتمد على تقنية الفيديو مع رحلتين للدروس العملية فى لندن وزيورخ.