A A A
طارق الأدور

لست مع الضغوط التي توضع الآن على حسام البدري المدير الفني للمنتخب بعد اختيار قائمة المنتخب لمواجهتي كينيا وجزر القمر في الجولتين الخامسة والسادسة لتصفيات كأس الأمم الأفريقية التي تقام في الكاميرون في يناير القادم بسبب اختياراته الأخيرة واستبعاد بعض اللاعبين الذين تراهم الجماهير أحق بالانضمام. اضافة اعلان

لن أخفي رأيي بأن هناك بعض اللاعبين كانوا أحق بالانضمام للمنتخب في هذا التوقيت بالذات مثل محمد عبد المنصف حارس وادي دجلة المتألق هذا الموسم ويوسف أوباما نجم الزمالك والمتصدر لقائمة هدافي الدوري، وأحمد سمير لاعب طلائع الجيش الذي يقدم أفضل مستوياته في الفترة الأخيرة ومحمد إبراهيم لاعب سيراميكا، ولكن في رحلة مع التاريخ أؤكد أن المنضمين للمنتخب في أوقات كثيرة لم يكونوا الأفضل على الإطلاق في الساحة، ولكنهم كانوا من وجهة نظر المديرين الفنيين للمنتخبات الأصلح لقيادة المنتخب في ذلك التوقيت.

تلك مشكلة أزلية للكرة في مصر وجماهيرها بأن دائما البعيد هو الأفضل حتى مع المدربين الذين حققوا نجاحات كبيرة مثل الجوهري وحسن شحاته ولا بنظر أحد إلى فكر المدير الفني حول اختياراته ولا يسأل أحد أيضا عن نواحي أخرى مثل الالتزام وقبول الجلوس على دكة البدلاء وخلافه.

وليس بعيدا أيضا ان هذا الأمر يعاني منه المدربون محليا مع الأندية، فإذا لعب مثلا موسيماني بالثنائي عمرو السولية وحمدي فتحي ستسأل الجماهير عن أليو ديانج وإذا لعب الأخير على حساب حمدي فتحي ستسأل الجماهير عن الغائب.

وإذا لعب كارتيرون الآن بالنجم المغربي بن شرقي وزيزو وأوباما ستقول الجماهير أين إمام عاشور نجم الفترة الأخيرة، وإذا لم يشارك زيزو البعيد عن مستواه مثلا أو بن شرقي ستهاجمه الجماهير على عدم مشاركة أبرز النجوم وهكذا.

لذلك فأنا أرى ان الاختيارات دائما هي مهمة المدير الفني الذي هو الأقدر على معرفة من ينفذ خططه وإستراتيجياته، وهو في النهاية المسؤول عن النتائج والأهداف التي جاء من أجلها، على أن تقتصر الآراء الفنية على المتخصصين فقط والذين يجب أن تكون أغراضهم بعيدة عن الهوى وليست للهجوم فقط على البدري لأنه في نهاية عهده سيحاسب على اختياراته ونتائجه ولن ينفعه أحد إذا لم يحقق أهدافه.

وحقيقة أنا اشعر بما يمر به جهاز المنتخب من أزمات جراء التوقفات الجبرية بسبب كورونا او ازدحام الأجندة المحلية بشكل رهيب مما يزيد من معدلات الإصابات وعدم استقرار المستوى الفني للنجوم، وبخاصة أن المنتخب لم يتجمع منذ تولى البدري المهمة في العام قبل الماضي سوى مرتين فقط يفصل بينهما عام كامل وبالتالي لم يتمكن حتى الآن من تحديد الملامح لفريق ثابت في أغلب عناصره يتأهل به لنهائيات كأس الأمم في الكاميرون 2022 ثم يخوض به أيضا تصفيات المونديال لبلوغ كأس العالم 2022 في قطر.

فالبدري لم يعمل على مدى عامين سوى 15 يوما خلال أكتوبر ونوفمبر في عام 2019 بدأ خلالها مباريات التصفيات، ثم 9 أيام في 2020 في نوفمبر أيضا ولعب الجولتين الثالثة والرابعة لتصفيات كأس الأمم، أي ان عمله فعليا لا يتعدى 25 يوما في العامين وهى فترة تصعب جدا من وضع إستراتيجياته، لذلك فأتمنى من الجميع أن يكف عن التدخل في شئون الجهاز وبخاصة السوشيال مبديا التي أصبحت تدير وتحكم الآن حتى تتضح قدراته الحقيقة في نهائيات كأس الأمم بالكاميرون ثم تصفيات المونديال وبعدها يكون الحساب.