A A A
ابراهيم المنيسي

لن نمل التأكيد على أهمية وتأثير الأجواء الداخلية لأى فريق على نتائجه ، ولعل نتائج المباريات الأخيرة خصوصا فى دورى أبطال أفريقيا تبرهن على هذا . أجواء الفريق بكل ما فيها من قرارات وعلاقات ومعالجات وروح ومعاملات أو ما اصطلح كرويا على وصفها ب "أوضة اللبس " هى المؤثرة فى مردود أى فريق ومن يستمع لنجم الزمالك الكبير أحمد حسام ميدو وهو يتحدث كصاحب تجربة احترافية طويلة ، عن الأهلى وأجوائه ومعالجة ادارته لأزمات وأحوال فريقه يدرك جيدا سر ما تحقق من فوز كاسح للأهلى فى كينشاسا وكيف أن بطل مصر تحدى كل وأصعب الظروف التى عمد إليها المنافس الكونغولى .. كل من يتعامل مع لاعبي الكرة يعرف جيدا وبلغة أهل الكرة أنهم "أصيع خلق الله " يفهمونها وليس فقط يلعبونها وهى طايرة، لاعبو الكرة على مختلف انتماءاتهم وأجيالهم وثقافاتهم يتمتعون بحس خاص جدا يمكنهم من استشعار كل شئ والدخول لاعماق مدربيهم لذلك وعندما يجسون نبض مدربهم ويعرفون دواخله وطبيعة شخصيته يتصرفون تلقائيا على هذا النسق ، ومن يراجع درجة الجدية العالية التى ظهرت على بعض لاعبي الأهلى بمجرد اتخاذ مدير الكرة سيد عبد الحفيظ عقوبته المشددة ضد لاعبه محمود كهربا لتجاوزه بحق المدير الفنى موسيمانى أمام اللاعبين ، يدرك قيمة القرار وكيفية صناعة المناخ الداخلى للفريق والحفاظ على أوضة اللبس كما أن رفض ادارة النادى تدخل اللاعبين الكبار لتخفيف العقوبة والاكتفاء بما تم منها خصوصا والأهلى كان مرتبطا بمباراة مهمة وفارقة فى كينشاسا والاصابات المؤثرة تضرب الفريق خصوصا فى الناحية اليسرى .. سكة كهربا ، وتشدد الكابتن محمود الخطيب فى تنفيذ العقوبة وسعادة موسيمانى بذلك وتعبيراته يعرف لماذا وكيف إلتهم الاهلى فيتا فى عز الحر والرطوبة والترتان ! موسيمانى قال بعد ثلاثية الانقاذ الكبري ان كرة القدم ماتزال تعطى الدروس وتعلم الجميع. وهو لا يفوت مناسبة دون ابداء سعادته وفخره بتدريب بطل مصر وأفريقيا وعلى الصعيد الآخر ، كان التحفظ واضحا من الكثيرين على تصريحات باتريس كارتيرون العائد بقرار مختلف عليه بشدة لتدريب الزمالك الذى تركه المدرب الفرنسي فى توقيت حرج وبطريقة غير لائقة بقيمة ناد عريق وكبير بحجم الزمالك جريا وراء المال . كارتيرون لم يتمتع بأخلاق المهنة واحترام سلفه جيمي باتشيكو وهو يقول بعد ادارته السيئة لمباراة فريقه مع الترجى وخسارته المستحقة انه وجد الفريق مهلهلا بلا لياقة ولا روح واضاف كمان أن تصدر وانتصارات فريق الزمالك فى الدورى خادعة ، فى نسف تام لكل ما فعله باتشيكو وهى مسألة أخلاقية لا يجب السكوت عليها خصوصا وهى بقدر ما تخالف طبيعة الشخصية الأوروبية المتحضرة تعزز الصورة الذهنية الجلية التى تشكلت بوضوح عن هذا المدرب الفرنسي لدى الجماهير كما أنها واضحة للاعبين يطالبهم المدرب بالتفانى وعدم الانشغال بتجديد العقود والمستحقات وبتعظيم قيمة الفريق والتضحية من أجله بينما هو أول من باع ! اضافة اعلان

الأهلى أمامه فرصة قوية للتأهل كأول المجموعة لو فاز على شقيقه المريخ بالخرطوم ثم على سيمبا التنزانى فى القاهرة بهدفين. كما أن شقيقه الزمالك يمكنه التأهل رغم كل هذه الظروف لو تحلى بروح قتالية حقيقية يحقق بها الفوز على مولودية بالجزائر وعلى تونجيث السنغالى بالقاهرة ولكن بشرط أن يفوز له الترجى على المولودية بتونس .. موسيمانى اهتم بشحن بطاريات التحدى ورفع ثقة لاعبيه وثقته فيهم بينما انشغل كارتيرون بتبرير الهزيمة والقاء المسئولية على الاخرين لدرجة التقليل من قيمة وشأن لاعبين متميزين مهاريا و يتصدرون البطولة المحلية .. وفى كل الأحوال "اللعيبة" فاهمة كل حاجة لأنهم كما فى العنوان أعلاه !