A A A
حسن المستكاوي

** قال علاء عبدالعال مدرب الداخلية إنه يسير على خطى ليستر سيتى متصدر الدورى الإنجليزى، الذى يعد ظاهرة فى البريميرليج بتصدره للمسابقة برصيد 38 نقطة من 17 مباراة، ومتقدما على فرق عريقة، مثل أرسنال ومانشستر سيتى وتوتنهام ومانشستر يونايتد، وليفربول.. وتختصر قصة ليستر فى أنه الفريق الذى صعد من القاع إلى القمة. وكان يوصف بأنه المرشح الأول للهبوط فى نهاية هذا الموسم، فأصبح متربعا على قمة أغنى دورى فى العالم.. اضافة اعلان

** هل يستمر الداخلية على القمة؟ سؤال يطرح فى كل بداية أسبوع. والكثيرون يراهنون على «حكاية النفس الطويل».. وأن الفريق المتصدر لن يستمر طويلا فى الصدارة باعتبار أن هناك الزمالك والأهلى والإسماعيلى وإنبى والمقاصة أيضا، فقد كانت مباراة الداخلية مع المقاصة قمة من القمم التى يبدعها الإعلام لمجرد أن الفريقين يتنافسان على الصدارة..

** ليستر يلعب بلا ضغوط فى الدورى الإنجليزى، بمنطق أنه لن يخسر شيئا، ولا يوجد ما يبكى عليه. وتراهم يلعبون بمرح، وبهجة، وبأعصاب هادئة ويسجلون حين يريدون. لكن الداخلية لا يلعب بنفس الأعصاب الباردة. وترى علاء عبدالعال مشتعلا بالتوتر فى كل دقيقة من المباريات التى يخوضها، فقد تذوق حلاوة المركز الأول والصدارة، وطعم الاهتمام الإعلامى التدريجى، وإن كان الإعلام يبحث عن أسباب هزيمة كل فريق يخسر أمام الداخلية ولا يسأل عن أسباب فوز الداخلية..

**أتمنى أن تتحقق مفاجأة الموسم وينتزع لقب الدورى فريق مثل المقاصة أو الداخلية.. فهذا التغيير فى خريطة الأبطال قد يمنح الكرة المصرية مذاقا جديدا، يختلف عن مذاق شراب الزمالك والأهلى الذى نحتسيه منذ مائة عام دون تنويع أو تغيير إلا فيما ندر.. والواقع أننى قلت منذ سنوات أن لاعب الأهلى والزمالك تربى وعاش على أنه يلعب، ويهاجم، وينتزع الفوز انتزاعا من خصومه، وإذا وجد نفسه معرضا للضغط والهجوم وتبادل الفرص والمحاولة أمام كل محاولة مضادة فإنه يرتبك.. كأن الموقف برمته من خارج المقرر الذى حفظه وحافظ عليه طوال تاريخ المسابقات المحلية..

** تنوع أطراف المنافسة، واتساع دائرة القمة، وعدم القدرة على توقع نتيجة مباراة، من أهم محاسن مسابقة الدورى فى الأعوام الأخيرة. فقبل ذلك بزمن غير بعيد كان جمهور الزمالك والأهلى يسأل: بكم هدف نفوز اليوم؟ وبات السؤال الأن: هل نفوز اليوم ؟!

** مدربون شبان، وفرق شابة تثرى مسابقة الدورى حاليا، وصحيح أن البطولة تعانى من مبارياتها الصامتة بسبب الغياب الجماهيرى، وهو الأمر الذى يذكرنا بأفلام السينما القديمة فى مطلع القرن العشرين، إلا أن المنافسة تعوض واتساعها يعوض قليلا من هذا الصمت، ويضفى إثارة لا بأس بها على بعض المباريات..

** يبقى أن كل ما سبق لا يعنى موقفا ضد الأهلى والزمالك كبيرى الكرة المصرية، فلا أحد يمكنه أن ينكر الحاضر وسيطرتهما على الألقاب بشكل عام وعلى فترات متفاوتة، وكذلك التاريخ والبطولات، وقد صنع الفريقان شعبيتهما العريضة فى الخمسين عاما الأولى من عمر نشاط كرة القدم فى مصر حيث كانا يتناوبان البطولات والألقاب المختلفة، من دورى منطقة القاهرة، وكأس السلطان وكأس مصر، والمباريات الودية. وكان المحرر الرياضى للأهرام يحتفل بالكلمات، حين تنتهى مباراة بين الفريقين بالتعادل، ويقول: «خرج الأهلى والمختلط دون أن يصيب أحدهما مرمى أخيه»..!

** هذا حين كان الفريقان شقيقين، قبل أن يصبحا مثل الإخوة كرامازوف. ؟!

نقلاً عن جريدة الشروق.